Latest news

!وحشية العقيدة المتطرفة تجاه الحرية

24/08/2023 | 3 minutes reading

ها قد وُلد لنا في لبنان نسخة مسيحية من "حزب الله"! جنود الرب ينفذون "مشيئة الله" بالهجوم على حانة في مار مخايل وتهديد الساهرين فيها لفظيًا وجسديًا بحجة أنّهم يروجون للمثلية. 

أليس هذا ما نادى به رأس الكنيسة في لبنان البطريرك مار بشاره بطرس الراعي؟ وأليس هذا ما أفتى به السيد حسن نصرالله؟ وما طالب به وزير الداخلية بسام المولوي عبر منع تجمعات المثليين والمثليات بحجة الحفاظ على الأمن؟ وأليس هذا ما يشجّع عليه نواب حزب الله والنائب أشرف ريفي  ووزير الثقافة محمد مرتضى عبر اقتراح قوانين لتجريم المثلية الجنسية؟ 

هذا ما يفعله التجييش الديني! يطلق العنان لمجموعات متشددة مثل مجموعة "جنود الرب" لفرض الشريعة والمعتقدات الدينية على غيرهم من أفراد المجتمع واليوم تحديدا مجتمع الميم عين نتيجة الحملة الشعواء ضدّهم وتكفيرهم والمطالبة بمعاقبتهم إنسانيا، إجتماعيا وقانونيًا. 

وهكذا في ظل غياب دولة القانون والمؤسسات تأخذ السلطة الدينية دور القاضي والحكم على أساس المعتقدات والعقائد تاركة للأفراد تنفيذ العدالة . وهي وإن اجتمعت واتحدت ضدّ المثلية الجنسية اليوم فلألف سبب وسبب يمكن أن تختلف وتنقسم لتغرقنا في وحول الانقسام الذي لا تحمد عقباه من جديد. 

قلناها سابقا ونعيد ونكررها ، في ظلّ هذا التفلّت الأمني في لبنان، من سيضمن السلامة الشخصية والأمن والأمان لأفراد مجتمع الميم عين؟ من سيمنع إيذاءهم أو قتلهم بعد أن اجتمعت الأديان السماوية والسلطة السياسية ضدّهم؟ من سيكون المسؤول عن أمن هؤلاء إذا تشجعت المجموعات المتدينة الأخرى وقرّرت فرض الشريعة بالعنف عليهم؟ 

ما يحصل أبعد وأخطر مما نراه ونشهده حاليا، فهذا التطرف سيجرّ المزيد من التطرف الذي لن يدفع ثمنه فئة من المجتمع بل سيطال كل الناس إذا استشرت هذه الحالة من الهذيان والغريزة المفرطة لنصبح تحت حكم الشريعة في غمضة عين. فهذا ما تساهمون به وتعبدون الطريق له يا قوم! 

الرشد ثمّ الرشد. عودوا الى رشدكم قبل أن نبلغ نقطة اللاعودة! عودوا الى المنطق، عودوا إلى الفكر وعودوا الى الانسانية التي هي جوهر الأديان.