بيت بيروت، 13 تشرين الثاني 2025
في إطار تعزيز العدالة الترميمية وإحياء الذاكرة الجماعية والتعامل مع الماضي، أطلقت مؤسسة نواة للمبادرات القانونية - Seeds for Legal Initiatives وجامعة الحكمة – العيادة القانونية في كلية الحقوق الوحدة السابعة من الدورة التعليمية الإلكترونية المفتوحة عن بعد حول قضية التعامل مع الماضي تحت عنوان: "المفقودين والمخفيين قسرًا في لبنان من منظور جندري" والتي طوّرتها نواة بالتعاون مع د. كارمن أبو جودة، وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبدعم من الحكومة الكندية.
حضر الحفل وزير العدل المحامي عادل نصار، وسفير دولة كندا في لبنان السيد غريغ غاليغان، وممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان السيدة جيلان المسيري، والممثلة الـمقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان السيدة بليرتا أليكو، وممثلين/ات عن الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا ولجنة أهالي المفقودين والمخطوفين في لبنان، بالاضافة الى ممثلات عن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والهيئات الحقوقية، والأكاديمية.
تركز هذه الوحدة على البعد الجندري لقضية الإخفاء القسري في لبنان، حيث يشكّل الرجال الغالبية الساحقة من المفقودين، فيما تقع على عاتق النساء، من أمهات وزوجات وأخوات وبنات، مسؤولية البحث عن الحقيقة ومتابعة المسارات القانونية والادارية، إلى جانب ما يتحمّلنه من أعباء نفسية واجتماعية ممتدة لعقود.
افتتحت الحفل مديرة البرامج في مؤسسة نواة للمبادرات القانونية الصحافية لينا جرّوس بكلمة تعريفية، عرضت خلالها خلفية المشروع من منظور يضع حقوق الإنسان والعدالة الترميمية في صلب النقاش العام في اطار متابعة المسار الوطني المتعلق بالمفقودين والمخفيين قسرا وشددت على أنه: " لا يمكن مقاربة هذا الملف من دون التوقّف عند الدور الريادي الذي لعبته ولا تزال تلعبه النساء في هذه القضية؛ كأمهات وزوجات وبنات وناشطات قُدن النضال من الشارع إلى التشريع، وأسّسن لمسارات قانونية وحقوقية ما كانت لتتحقق لولا إصرارهن على كشف الحقيقة وصون الذاكرة. ومن هنا تأتي الحصة الجديدة لتُسلّط الضوء على القضية من منظور جندري يعترف بهذا الدور ويدعمه."
ومن بعدها، ألقى وزير العدل المحامي عادل نصار كلمةً شدّد فيها على أهمية إدماج قضايا العدالة الانتقالية في التعليم والبحث والتدريب، لأنّ الذاكرة لا تكفي وحدها، بل يجب أن تتحوّل إلى فعلٍ ومعرفة تحمي من التكرار. واقتبس من سيمون فيل: "لا أحبّ عبارة واجب الذّاكرة؛ فالواجب الحقيقيّ هو التعليم ونقل الوعي."
كما تخلّل الحفل كلمات لكل من السيدة جيلان المسيري ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، والسيدة بليرتا أليكو الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والدكتور شادي سعد عميد كلية الحقوق في جامعة الحكمة، وسعادة السفير غريغ غاليغان سفير كندا في لبنان، الذين نوّهوا جميعًا بأهمية هذه الوحدة التعليمية الالكترونية كمنصّة تُساهم في نشر وترسيخ العدالة التشاركية وتعزز المعرفة الحقوقية التي تحمي من تكرار الانتهاكات.
تبع الكلمات عرضٌ تقديمي قدّمته الدكتورة كارمن حسّون أبو جودة تناولت فيه أبرز محاور الدورة التعليمية ومضامينها الحقوقية والتعليمية، مشيرةً إلى أهمية إدماج قضايا المفقودين ضمن المناهج الأكاديمية.
واختُتم الاطلاق بجلسة نقاش بعنوان "الذاكرة، العدالة والمعرفة: بناء مستقبل قائم على حقوق الإنسان في لبنان"، أدارتها السيدة جمانة زبانه، منسقة المشاريع في هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وشارك فيها كل من وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المفقودين والمخطوفين في لبنان، رينا صفير، أستاذة القانون الدولي لحقوق الإنسان وعضو الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً، المحامية ليال صقر، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة نواة للمبادرات القانونية، ولين عيد، مسؤولة حقوق الإنسان في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في لبنان.
ركزت حلواني على نضال النساء منذ عام 1982 لمتابعة مصير المفقودين والمخفيين قسراً، والتحديات والمخاطر الكبيرة التي واجهتها من قمع وإبتزاز وتعامل دوني من قبل المسلحين والمسؤولين، وصولاً إلى تأسيس حركة احتجاجية سلمية نجحت في انتزاع القانون 105/2018 الذي يكرس حق كل عائلة بمعرفة مصير أبنائها، مؤكدة على أن الوقت الآن هو لتنفيذ هذا القانون.
كما ركزت المحامية ليال صقر على التحديات التي تعيق التطبيق الفعلي للقانون 105، ومنها الموارد والميزانية المطلوبة لتفعيل دور الهيئة الوطنية، وعلى أهمية وجود إرادة سياسية تسعى لتحقيق العدالة الترميمية التي تبدأ بالحق في المعرفة الذي يساعد في بناء مصالحة ومصارحة وطنية تمنع تكرار مآسي الحرب الأهلية.
وأكدت المشاركات في الجلسة أهمية رفع الوعي في قضية المفقودين والمخفيين قسراً، كما أشدن بالوحدة التي يتم تدريسها إلكترونيا وبالبعد الجندري الذي أضافته، والتي تعتبر تجربة رقمية رائدة لتعزيز مسارات العدالة وبناء السلام.