في هجمة هي الأعنف على مجتمع الميم عين دعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى مواجهة المواطنين اللبنانيين والمواطنات اللبنانيات من مثليين ومثليات بكل الوسائل ومن دون سقف. وهو استشهد بالعقوبة التي ينصّ عليها الدين وتطبق على الزنا والتي تترواح بين الجلد والقتل متجاهلاً أنّه في دولة تحكمها القوانين والمؤسسات، أو أنّه يتهيأ لنا هذا الواقع ونحن في الحقيقة في نظام تحكمه فتاوى نصرالله وإصبعه.
كم هو خطير ومخيف ومفتوح على شتى الاحتمالات والسيناريوهات هذا الكلام وهذه الدعوة من رجل دين ورئيس ميليشا مسلحة وصاحب نفوذ وتأثيرعلى قاعدة شعبية كبيرة في لبنان. فهل حلّل نصرالله قتل المثليين والمثليات وهل دعا الناس الى إصدار الأحكام وتنفيذها بأيديهم؟
يأتي خطاب الكراهية هذا قبل أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى تفجير 4 آب ليشعل مخاوفنا وتساؤلتنا من جديد حول أي نظام يحكمنا وفي كنف أي دولة نعيش. نتساءل من رسّخ سياسة الافلات من العقاب؟ ومن وقف عقبة في وجه استقلالية القضاء؟ ومن وقف في وجه كشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت؟ ومن هدّد المحقق العدلي؟ ومن وقف سدًّا منيعا في وجه العدالة؟ ومن حصّن المشتبه بهم ومنحهم القوة والسلطة لتجاهل المسار القضائي والاستهزاء به؟
بعد هذا الخطاب ، من سيحاسب القتلة بعد أن طالب سيد الزمان والمكان بتنفيذ العقوبة؟ من سيكبح فائض القوة المستشري أصلاً؟ من سيقتل من؟ فربما اعترت مناصري الحزب ومؤيديه الشكوك حول قريب/ة، جار/ة أو زميل/ة في العمل أو الجامعة أو اي شخص آخر أنّه/ها مثلي/ة؟ من سيكبح بعدها آلة القتل؟ أو أن صاحب الزمان والمكان سيطالعنا بجملته الشهيرة "لو كنت أعلم".
لم يكتفِ السيد نصرالله بهذه المواجهة التي تنبئ بدموية محتملة لا بل استنبط حلاًّ هو أصلا خرق صارخ للإنسانية ولحقوق الطفل فأراد أن يشدّد على ضرورة تزويج القاصرات لمواجهة المثلية وبالتالي القضاء على الطفولة وحقوق الطفل من خلال التشجيع على الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء عليهم. وهكذا، في كل طلعة أو إطلالة ينكأ هذا السيد جراحنا ،يذكرنا دوما من هو الحاكم المطلق. يقول لنا من دون أن يقولها، دستورنا وقوانيننا أوراق مشلّعة، لنا خيار أن نتصفحها أو أن "نبلّها ونشرب ميتها" كحدّ أقصى.
أما كارهو المثلية لا تفرحوا كثيرا بما تسمعون ويجب أن ينعركم هذا المنطق وربما اليوم هو دور النقمة على الملثيين/ات أما غدًا فلا نعرف دور أي فئة من المجتمع. ومن لا يقف في وجه المنطق الفاشي الذي لا يقبل الاختلاف فحتما سينقلب عليه. فعاشقو الظلم والظلامية لا يفرقون بين مثلي ومغاير لا بل هي مسألة أدوار.